Quantcast
Channel: مدونة تربية حرة - أ.محمد أبو معيلق
Viewing all articles
Browse latest Browse all 87

توظيف الفنون البصرية للتفكير الناقد

$
0
0

توظيف الفنون البصرية للتفكير الناقد

Visual Art as Critical Thinking


بدأ اهتمامي بالمسرح الموسيقي من مرحلة ما قبل المدرسة، وانتهيت إلى أن أصبحت الموسيقى كمحور اهتمامي، فشاركت في الجوقة (الكورس الغنائي) في المرحلة الأعدادية والجامعة بحماس، وخلال معاناتي إحباط فترة المراهقة  كانت الموسيقى هي ما أبقاني في المدرسة، استمررت في الغناء في الجامعة، حيث قدت فرقة موسيقية جامعية، كما شاركت في فرقة جاز شبه محترفة، ولما أصبح جدولي من الازدحام بما لا يسمح لي بالغناء بشكل منتظم، فعلى الأقل قد واظبت على حضور حفلات الكاريوكي karaoke، أظن أن للكثسير منكم خبرة مشابهة، حيث يظل للفن جزءا مهما من وجودنا، هذه القصص وحدها تكفي لكي نقول "نعم"للتربية الفنية.

إلا أن دفاعي عن أهمية التربية الفنية لا يقتصر على هذه الحجة فحسب، فالفنون البصرية (كما سائر الفنون) هي مجال ممتاز لبناء مهارات التفكير النقدي وتوظيفها، لا أعتقد أننا عادة نقدر عمق التفكير المفاهيمي والتفسيري المستخدم في إبداع قطعة فنية، وهو ما يرجع للفصل بين الفن من جهة ومحتوى المواد الدراسية الأساسية من جهة أخرى، لا يجب أن تكون المدارس على هذا الحال، في الحقيقة لقد اطلعت مؤخرا على طريقتين ممتازتين يمكن للفن من خلالها أن يلتحم بالمحتوى الصارم للمقررات الأساسية، ليسمح بالتعبير والإبداع.

لقد تشرفت بزيارة مدرسة  High Tech High and Middleالثانوية في سان دييجو  San Diego، وكان أول ما لاحظت هو  أن الفن عنصر فعال في ثقافة المدرسة، سواء في العمل خلال الفيزياء أو  لابتكار  طريقة لتصميم السيرة الذاتية تتلاءم مع القرن الحادي والعشرين، حيث يعتنق المعلمون الفن كجزء من ثقافة الدراسة.


ويحكي المعلم كريس ييدا Chris Uyeda عن مشروع طلبته الأخير عن الكيمياء، أخبرهم أن الصورة الدارجة عن الذرة خاطئة، وطلب منهم تطوير فكرة لعرضها بشكل أفضل بناء على دراستهم لمفهوم الذرة، إن دراسة الكيمياء عموما والذرة بشكل خاص تتطلب تفكير مفاهيمي عميق، وهو ما كان يصعب على بعضهم، لذلك وجد كريس في الفن فرصة للطلاب ليمارسوا التفكير الناقد في المحتوى العلمي، ويبتكرون فطعا فنية جذابة في نفس الوقت، الصورة في الأسفل قام أحد الطلاب بتخيلها للذرة مستوحيا إياها من خلية النحل، الفن هو طريقة عظيمة لأحداث الألفة بين الطلاب ومحتوى الدراسة بشكل نقدي، وهو ما سيحتاجونه لاحقا خلال دراستهم للمقرر والمقررات الأخرى.



أحد زميلاتي، ديانا لور Dayna  Laur، معلمة العلوم الإنسانية تعاونت مع معلمة الفن كاثلين ولفجانج Katlyn Wolfgangللدمج بين دراسة الفن والسياسة، السؤال الموجة لهذه التجربة هو "كيف يمكن للفن أن يعكس للعامة أجندات صانعي السياسات؟"وخلال الإبحار في ذلك، كان على الطلاب أن يتعاونوا خلال الحصص لابتكار قطع فنية تنقل الرسالة.
لم يتوقف الأمر على بناء علاقات بين الفن وموضوع الدراسة، لقد كان على الطلاب أن يوظفوا مهارات التفكير النقدي لفهم المعلومات والفروق الدقيقة في السياسة العامة، ولكن أيضا ليركبوها في قطع فنية تحمل رسائل مقنعة، لقد قام الطلاب بالبحث خلال التشريعات والمعلومات عن الخلفيات التاريخية والسياسية والاقتصادية لها، والعديد من المصادر ذات العلاقة بصنع السياسة العامة، ولم ينتقلوا مباشرة إلى بناء القطع الفنية، بل كان يجب عليهم مقارعة المحتوى النقدي للدراسات الاجتماعية والسياسية قبل ذلك.

يمكن التعرف أكثر على هذه التجربة من خلال هذا الفيديو.

أعزائي المعلمون، إن مهمتكم هي إيجاد السبل لدمج الفن في مقرراتكم الأساسية، واستخدام الحوافز الإبداعية لطلابكم لايجاد أهداف جديدة لتفسير المحتوى الدراسي وإعمال التفكير النقدي والمفاهيمي خلاله وحوله، هذا الدمج يمكن استخدامه في أي مادة دراسية، وهنا سيتم تقدير الفن ليس كشيء مستقل ولكن كجزء من ثقافة المدرسة، يجب أن يتم تقدير الفن كجزء من دراسة المواد الأساسية كما هو مهم كمادة مستقلة أيضا ، وبالاضافة لكون الفن مثريا لحياة الطلاب وشخصياتهم، يمكن أن يساعدهم على الإنخراط في المقررات الدراسية.

كاتب المقال: Andrew Miller
عنوان المقال الأصلي:





Viewing all articles
Browse latest Browse all 87

Trending Articles